الذي هبط من النافذة واختفى ” للسويدي يوناس يوناسون .
يقرر آلن كارلسون ، نزيل دار المسنين الهروب من ها ،
في الوقت الذي تستعد فيه إدارة الدار للاحتفال بعيد ميلاده المئة . يهبط من نافذة غرفته إلى حوض الزهور ، يتحامل على آلام ركبتيه ويجتاز جدارا” لا يعلو أكثر من متر ، يسير قليلا” ليصل إلى محطة الحافلات ، ليبدأ من هناك رحلة جديدة مشوقة من خلال سرقة حقيبة كبيرة لشاب أضطر لدخول المرحاض ، فأودع الحقيبة لديه . ماذا يوجد في الحقيبة ؟
إلى أين سيصل آلن في مغامرته ؟ كيف مرت أعوام عمره المنصرمة ، هل عاشها برتابة أم أنها كانت كحياة السندباد في حلّه وترحاله. ضمن خطين متوازيين ومن خلال حياته الحالية واستعادته لحياته الماضية، نراقب عن كثب مشاركة آلن في الأحداث السياسية والتاريخية المفصلية في القرن العشرين، بالرغم من أنه لا يحب السياسة ولا يتعاطها : اكتشاف القنبلة الذرية ( يحلّ آلن معضلة الكتلة الحرجة كونه عمل سابقا” كخبير متفجرات ) ،
الحرب الباردة بين القطبين العالميين أميركا والاتحاد السوفياتي ، الثورة في إيران ، الحرب الكورية ، الحرب في فييتنام وحركة عام 1968 الطلابية في فرنسا ، إنقاذه لفرانكو وتشرشل من الإغتيال وتسببه في موت ستالين ، منعه للحرب بين أميركا والاتحاد السوفياتي ، مقابلته مع هاري ترومان ، ليندون جونسون ، ديغول ، كيم إيل سونغ ، سوهارتو ، ماو تسي تونغ ، هيربرت آينشتاين الأخ غير الشقيق لآلبرت آينشتاين وغيرهم الكثير من الزعماء. يحضرني هنا فيلم فوريست غامب ( فيما يخص جزئية اللقاء مع الرؤساء الأميركيين ) .
كل هذه الأحداث تطلبت منه الارتحال إلى بلاد عدة ، فمن السويد إلى أسبانيا وصولا” إلى أميركا ، ليعبر منها إلى الصين ثم يقطع جبال الهيمالايا ليصل إلى الهند وأفغانستان وإيران ثم تركيا وأوروبا والاتحاد السوفياتي وكوريا الشمالية وأندونيسيا ليقفل عائدا” إلى باريس ومنها إلى السويد . الرواية رائعة ،تحمل كل مقومات النجاح وهي من الروايات الأكثر مبيعا” في السويد،
مكتوبة بحس فكاهي ساخر من السياسات والحروب والفساد وغش المواد الغذائية وهي على غرار أفلام الطريق ،حافلة بالقصص الفرعية التي تخص كل شخصية من شخصياتها . عنوان الرواية يحيل إلى كسر سطوة القدر وتغيير مسار الحياة للإنطلاق نحو آفاق أرحب . يوناس يوناسون ، من مواليد عام 1961 . درس اللغة السويدية والإسبانية في جامعة غوتنبرغ .
عمل صحافيا” ثم اسس شركة استشارات وإنتاج تلفزيوني . توقف عن العمل بسبب الإرهاق والخضوع لجراحتين في ظهره ، فباع الشركة .
عام 2007 أكمل روايته المذهلة هذه ليتم نشرها عام 2009 ، وتترجم إلى أكثر من 50 لغة عالمية فتحقق نجاحا” باهرا” .
تم تحويل الرواية إلى فيلم سينمائي صدر عام ٢٠١٣.