للمصري صنع الله ابراهيم. رواية حافلة بالتفاصيل ،
تجمع بين التوثيق والسرد السينمائي ، مؤرخة للحرب الأهليّة اللبنانيّة ، من خلال زيارة يقوم بها مؤلف مصري إلى بيروت على أمل إيجاد ناشر لكتابه وذلك في أوج تلك الحرب .
البطل لا ناقة له ولا جمل في تلك الحرب وكتابه ينتقد معظم الأنظمة السياسيّة العربية ، فيجد نفسه في خضم تلك الحرب الضروس .
يقيم المؤلف لدى صديق يعرّفه على مخرجة لبنانية تطلب منه أن يكتب سيناريو لفيلمها الوثائقي عن الحرب ، وبذلك يجد عملا” خلال إقامته المؤقتة. صنع الله ابراهيم يبدو كأنه لبناني ،
حيث يصف شوارع وأزقة بيروت وفنادقها وصفاً دقيقاً ويغوص من خلال المثلث الشهير ( سياسة ، جنس ، دين ) في تفاصيل الحياة اللبنانية . فمن ناحية السياسة يتطرق للحرب والطائفيّة ويعرّيهما ،
كما يحكي عن معاداة معاهدة السلام مع إسرائيل ، وينتقد بكل قسوة معظم الأنظمة العربية. أمّا من ناحية الجنس فهو جريء في وصفه له حتى أنّه يتطرق لعلاقة غير سويّة تجمع بين لميا زوجة صاحب دار النشر وصديقة لها .
وفيما يخص الدين فهو سبب رئيسي للحرب وبسببه يتم اختطاف البطل قبيل نهاية الرواية. كل ما سبق يتم تقديمه من خلال تداخل أحداث الرواية مع عناوين وأخبار ومقتطفات منتقاة بعناية فائقة من الصحافة ،
مع مشاهد من الفيلم الوثائقي للمخرجة والذي يكتب له السيناريو بطل الرواية .( يتشابه هذا الأسلوب مع أسلوب رواية صنع الله المتميزة ” ذات” ) .
من يقرأ الرواية سيأخذ فكرة تفصيلية وواضحة جداً عن الحرب الأهلية في لبنان التي استمرت خمسة عشر عاماً ولم يبرأ من تبعاتها لبنان حتى يومنا هذا .
رواية رائعة من أجمل ما كُتب عن حرب لبنان ومن أجمل ما كتب صنع الله ابراهيم .