للبناني ربيع جابر .
رحلة بحث عن النفس تكفيرا” عن خطيئة غير مرتكَبة .
تبدأ الرواية بضياع الربيع ( 13 عاما” ) الإبن البكر لعبد الرحمن بن سليمان المازني القيسي الغرناطي في عام 1091 ميلادي،
وذلك بعد أن غفى أخوه الأصغر محمد ( 11 عاما” ) أثناء رعيهما للخراف فأضاعا خمسة منها وعثرا على أربعة .
يذهب الربيع للبحث عن الخروف الخامس ، فيدخل إلى غابة ولا يخرج منها .
لا تعثر العائلة على أي أثر للإبن سوى قطعة قماش حمراء من زناره. يكبر محمد ويعمل لدى الورّاق الشيخ الوليد بن البيطار ،
صديق جده سليمان ، والذي يعطي دروسا” في الخط العربي .
في يوم ، يأتي أبو يوسف العشاب القرطبي إلى محل الشيخ وليد باحثا” عن مخطوط للزهراوي ،
فيخبر محمد أن له شبيها” يدعى البلنسي وهو تاجر أعشاب . تتناهب الأفكار محمدا” ،
موقظة في داخله شعوره بالذنب تجاه ضياع أخيه ،فيقرر البحث عنه. من خلال ثلاث تقنيات للسرد هي :
التذكر ، الحلم والقص ،
نخوض مع محمد رحلة طويلة وشاقة بحثا” عن الربيع ، فنمر بعدة أماكن مثل غرناطة ، قرطبة، بلنسية، سردينيا، تونس ، سبتة ، سكيكدة ، مصر ، طرطوس ، القدس ، انطاكية ، حلب ، ونتعرف إلى تجار ، شيوخ ، حكماء ، عشّابين ، قطاع طرق ، أناس أخيار وغيرهم أشرار،
ونستمتع بالوصف الجميل للمدن والحِرَف ،
وكأن ربيع جابر كان قد عمل ورّاقا” أو بائع زيتون وصائد فرائس بالقوس . هل سيعثر محمد على شقيقه الضائع الربيع ؟ وما أثر الجملة ( خطيئتك أنك لا تعرف متى أخطأت ) التي قالها له ميغيل آنخيل الأسباني الذي أنقذه من الموت في بلنسية ، على رحلته ؟ هناك تناص بين خروج العرب من الأندلس وهجمات الصليبيين واحتلالهم لبيت المقدس ،
وبين ما يصيب العرب اليوم من ضعف واستمرار احتلال اليهود لفلسطين.
ربيع جابر , من مواليد عام 1972 ، حاصل على درجة البكالوريوس في الفيزياء من الجامعة الأمريكية في بيروت.
نشر روايته الأولى (سيد العتمة) في عام 1992 وهو في العشرين من عمره، وفازت بجائزة الناقد للرواية ذلك العام. يُعرف عنه الغزارة في الإنتاج الروائي، والتنوع في المواضيع والأساليب.
يعمل محررًا في الملحق الفكري والأدبي الأسبوعي “آفاق” في جريدة (الحياة) الصادرة في لندن.
تُرجمت رواياته إلى عدة لغات من بينها الفرنسية والألمانية . من مؤلفاته : الفراشة الزرقاء ، رالف رزق الله في المرآة ، يوسف الإنجليزي، بيروت مدينة العالم ( ثلاثة أجزاء ) ، الاعترافات ، أميركا ، دروز بلغراد – حكاية حنّا يعقوب ( بوكر 2011 ) ، طيور الهوليدي إن، وغيرها.