يُساق ثلاثة شبّان حلبيون إلى جبهات مختلفة إبان الاحتلال العثماني للوطن العربي ,
فتحدد الحرب العالمية الأولى التي تخوضها تركيا بالتحالف مع الألمان, مصيرا” مختلفا” لكل واحد منهم .
الأول , عمر بنبوك حفّار الآبار والمتزوج من بهيّة , ابنة علي عبد الحميد الزيّات ,
تاجر الزعتر الحلبي الشهير .
الثاني , ربيع الزيّات , شقيق بهيّة , العازب, ووحيد والديه الذي ولد بعد أربع بنات .
الثالث , عمر بنبوك , ابن عم عمر ,
متزوج من فكريّة التي انجبت وحيدها حسن بصعوبة بالغة وذلك لضعف في قدرة صالح على إخصاب زوجته .
صالح هذا مشهور بلعب الشطرنج . بعد معاناة لأهوال الحرب يحالف الحظ صالحا” فيعود إلى حلب من العراق ,
مع ضابط تركي يفاخر بامتلاكه أفضل لاعب شطرنج أي صالح , بينما لا يستطيع عمر العودة ويبقى في العراق .
أمّا ربيع فينجح في أسر ضابط انكليزي فتتم ترقيته بتزكية من مدحت باشا الّذي يصحبه معه إلى الأستانة
( كي يبعده عن الأرملة اليونانية فروساكي التي تحب ربيع ويغار مدحت من هذه العلاقة ) ,
ويعطيه إجازة كي يتمكّن من رؤية أهله الذين يظنونه ميتا” .
ترى كيف سيرى العائدون مدينتهم ؟
ما موقف الناس من هذه الحرب التي لا ناقة لهم فيها ولا جمل ؟
وما موقفهم من المجندين العائدين وكيف ستكون نظرتهم إلى هؤلاء؟
ما هي إرهاصات تكوّن الوعي لدى الناس لمقاومة وطرد المحتل التركي؟
تصور الرواية المآسي والفظائع والأمراض التي تخلّفها الحروب,
وانعكاسات كل ذلك على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي حيث تسود المجاعة وتمتهن
بعض النساء الدعارة ليقمن أود أسرهن التي بقيت بلا معيل ,
حيث سيق الرجال إلى الحروب كمجندين أتراك .
رواية ملحمية عن الحرب العالمية الأولى وعن تفتّح الوعي الفردي بعد قرون من الاستعمار العثماني .
للرواية تتمة بعنوان ( رياح الشمال 1917 ) .