للفرنسي غييوم ميسو.
كيف يمكن لخطأ غير مقصود أن يغير مصير شخصين بغير رغبة من كليهما؟
غاسبار كوتانس كاتب مسرحي أميركي يدير ظهره للحياة ولا يحب الاختلاط بأحد ، تحقق مسرحياته نجاحات كبيرة ،
يصل إلى باريس لكتابة نص جديد، ليكتشف أن الشقة التي استأجرتها له وكيلته الأدبية مشغولة من قبل امرأة تدعى مادلين غرين المحققة الجنائية السابقة التي جاءت للراحة في باريس قبل إجراء عملية جراحية في مدريد.
اضطرارهما للسكن مؤقتاً معاً ريثما يتم حل الاشكال، يدفعهما لاستكشاف معالم الشقة التي يتبيّن أنها تعود لرسام غرافيتي أميركي مشهور يدعى شون لورنز.
يأخذهما الفضول في رحلة مشوّقة فيكتشفان أن الرسام توفي إثر أزمة قلبية تكررت بعد حزنه على مقتل ابنه الوحيد بعد اختطافه. سيحاول البطلان اكتشاف كيف اصبح شون رساماً ذائع الصيت وهل كان لطفولته علاقة بالأمر، لينتهيا إلى اكتشاف أسرار ومفاجآت عديدة ستغير من نظرتهما للحياة وتعيد اكتشافهما لذاتيهما.
إنها حكاية عنف انتهى بتوليد عنف مضاعف.
حكاية قسوة ووحشيّة تتكرران يوميّاً وسوف تغذّيان بعد سنوات جنوناً قاتلاً. حكاية قنبلة موقوتة. حكاية طفل صغير حوّله والداه،كل على طريقته، إلى وحش .
رواية حافلة بالتفاصيل الثرية عن الفن التشكيلي الحديث بألوانه وبهرجته التي تعبر عن زيف العالم الذي نعيشه. بالنسبة لي هذه أجمل رواية قرأتها لميسو لأنه قدم قصة إنسانية في إطار جّذاب من المعلومات
( بدون استعراض لثقافته الفذة في الفن والموضة والموسيقى) بالإضافة للتشويق البوليسي.
ملاحظة أخيرة ذكّرتني جزئية اكتشاف اللوحات الثلاث الأخيرة لشون لورينز والتي لا يعلم عنها أحد شيئاً ،
برواية هاروكي موراكامي ” مقتل الكومنداتور” ، حيث يكتشف رسام بورتريه في منزل رسام ياباني شهير ، لوحة مغلّفة للرسام لم يرها أحد من قبل.