للمصري إبراهيم عبد المجيد.
كنت قد شاهدت قبل فترة المسلسل المصري الذي يحمل نفس العنوان
واستمتعت به جداً ، لتكامل عناصره الفنية من سيناريو متماسك احاط بأبعاد الشخصيات وقدم دوافعها لإرتكاب كل الجرائم الفظيعة ، ناهيك عن الإخراج والأداء الرائع لبطلي العمل منة شلبي وآسر ياسين. ناتي للرواية وهي بالمختصر :
روضة رياض خريجة آداب ، تقوم بتأسيس موقع الكتروني ولا تقبل فيه اعضاء جدد إلا يوم الجمعة وحصراً من المصريين وتحدد العدد المطلوب بخمسين عضواً .يتوافد على الموقع ثمانية عشر شخصاً ، ليحكوا تفاصيل حياتهم ومشاكلهم اليومية، رجالاً ونساء ، على اختلاف ثقافاتهم ( الغالبية من حاملي الشهادات العليا ) ،
دياناتهم ، طبقاتهم الاجتماعيّة وميولهم الجنسية. تحاول روضة اصطياد الرجال من خلال الموقع ليقوم زوجها عماد الذي يعاني من متلازمة داون ( يصرّ الكاتب على تسميته بالمنغول ولا يذكر اسم المتلازمة. بينما في المسلسل كان مرض التوحّد ) بقتل هؤلاء الرجال دون ان نعرف لماذا!!!!!! الرواية كفكرة تبدو جيّدة لكن التشتت والغموض وعدم وضوح أسباب جرائم القتل يجعل الرواية تنحدر بإيقاعها وتشعر القارئ بالنفور منها رغم تشويقها في البداية ،
ناهيك عن تشابه طريقة السرد لدى الراوي ( الكاتب ) مع طريقة السرد لدى أعضاء الموقع بالرغم من اختلاف المستوى الثقافي لدى بعضهم. هناك تساؤل يطرح نفسه ، من اين لهؤلاء الذين يتعارفون من خلال الموقع ، الثقة ببعضهم كي يبوحوا بأدق خصوصياتهم حتى الجنسيّة منها . حتى في الغرب الناس يستخدمون اسماء مستعارة ولا يبوحون بمكنونانهم كما فعل أبطال الرواية .
كذلك هناك جزئية إقحام شخصية المتشدد دينيّاً الذي دخل للموقع كي يعيدهم إلى جادّة الصواب ، فإذا كانت من اجل إبراز تنوّع التيارات الفكرية فقد جانب الكاتب الصواب لأن كل الشخصيّات كانت تسخر من المتشدّد ولم تناقشه موضوعيّاً.
يُحسب للرواية تسليط الضوء على تسلط الانظمة الحاكمة والتعسف في التحقيقات ، وحياة الفقراء في الأحياء الشعبيّة. بالمجمل الرواية ضعيفة والمسلسل يسبقها بأشواط لأنه اعتمد شخصيتي روضة وعماد وبنى السيناريو على إبراز سلوكهما ودوافعهما ،
لذلك اقول ان كاتب السيناريو إياد إبراهيم ( نجل المؤلف ) تفوّق على والده واستطاع ان يجعل من الفسيخ شربات على رأي المصريين وساعده على ذلك الإخراج المتميز لمحمد شاكر خضير.