شَتَّانَ بين مُـودِّعٍ ومُلاقِ أَوْ لاهثٍ خلْفَ السَّرَابِ
وسَاقِ فالدمعةُ الجَذْلَى سَتَهْمِي عذبةً
ليستْ كدمعِ الحُزنِ في الأحْدَاقِ
ونخيلُ دجلةَ لن يسبِّحَ واقفًا إلا بحُضْنٍ من تُرابِ عراقِ
والياسمينُ فلن يصليَ للهوى إلا بِجِلِّقَ قِبْلَةِ العُشَّاقِ
أوَ آمِنٌ في عُشِّهِ مثل الذي يَطْوي السِّنين بغربةٍ وفِراقِ؟
أوَ مَنْ يفوقُ بجُوده غيثًا هَمى مثل الذي يخشى من الإمْلاق؟
يا شادِنًا بِقَذَالِهِ مُتَعثِّرًا عِذني بحُسْنِكَ فتنةَ الأحداقِ كيفَ استللتَ الحُسنَ
من ثَغْرِ الضُّحى وَأَذَبْتَ شَهْدَ الآهِ فِي التِّريَاقِ؟
من رِمْشِكَ الوَسْنَانِ كيفَ سَأَحْتَمِي وَكَلِيمُ طَرْفِكَ مَالَهُ مِنْ رَاقِ
يَا صَاديًا وَرَدَ الفُرَاتَ بِلَهْفَةٍ متنفسًا بِمعِينِهِ الدَّفاقِ
أَلْفَيْتُ عطرَكَ في مَسَارِ صَبِيبِهِ مُتَضَوِّعًا في مائه الرَّقْرَاقِ
أَمِطِ اللِّثَامَ سأقْتَفِي أَثَرَ اللَّمَى وأضمِّدَ الأشواقَ بالأشواقِ
يا شهقةَ النَّعنَاعِ يا طُهر الندى يا بيلسانَ العشقِ في أعماقي
أنا مُذ ْقرأتُكَ في صِبَايَ قصيدةً عَمَّدتَ فوضَى الآهِ في إغراقي
ما إن سكبْتُكَ في المساء قوافيًا ثَمُلَتْ كُؤوسِي واستبدَّ خِنَاقِي فغدوتُ طفلًا في مِهَادِك أَرْتَجِي عطفَ الحبيبِ ونظرةَ الإشفاقِ تتقاذفُ الأيامُ سِفْرَ تَغَرُّبِي أحْسُو المَرارَ بزائفِ الأطباقِ
وسفحتُ دمعي بين أشْرِعَةِ الدُّجَى فَارْفِقْ بِرَبِّكَ إِنْ تُرِدْ إرْهَاقِي
صَدَأَ الصَّهِيلُ ولم تُفِدْنِي عَبْرَتِي سأبوحُ فِي سِرِّي إلى الأوراقِ وأمزِّقُ الأعرافَ دون ملامةٍ تبًّا لسيفٍ في جِرَابٍ باقِ آتيكَ يا ماضٍ سيأخذُنَا معًا لغَدٍ هَنيٍّ واسعِ الآفاقِ آتيكَ في حَبَقِي وجَمْرِ تَوَهُّجِي وقصائدي الحُبلى من الأشواقِ
آتيكَ في نَزَقٍ أسابقُ خُطْوتِي حَادٍ بِلَيْلِكَ كي أنيخَ نِيَاقِي فإذا خسرتُ فتلكَ خاتمةُ الهوى وإذا ربحتُ فأنتَ كأسُ سِبَاقِي
شتَّان بين مودِّعٍ وملاقِِ ِ

بالتوفيق إن شاء لله
بالتوفيق إن شاء الله وتمنياتنا لهذا المنبر الثقافي المزيد من الضياء