حين انتشرت الوحدة والعزلة بين أفراد المجتمع البريطاني ،
وصفت لجنة” جوكولوكس ” _ المؤلفة من عدد من نوابهم ومن العديد من الجمعيات الأهلية والخيرية_
الأمر بالوباء الصامت او القاتل الجديد .
وقد سبقتها استراليا بتنفيذ برنامج للتواصل لما لذلك الشعور بالعزلة من مخلفات على نفسية الناس .
وقد أجريت دراسة في جامعة فرجينيا بينت ان معظم المشاركين في تنفيذها فضلوا التعرض للصعقات الكهربائية على العزلة . وقد ربط ” فرويد” بين القلق والعزلة حيث أشار إلى أن الرهاب الأول في حياة الأطفال ينشأ من العزلة والوحدة .
فالعزلة والقلق والرهاب أمور مترابطة .
لذا كثيراً مانرى صور مصَّاصي الدماء كنسَّاك منعزلين .وقد حاولت كوريا تجنبها بالتركيز على شعبها بإثبات القدرة على تقوية ذواتهم الداخلية .
لكن هذا القاتل الصامت تسلل من جديد مع ” كورونا ” وبصورة أشد وحشية وقسوة وهو يضع التاج على رأسه .
في خضم ذلك القلق الكبير الذي يخيم على العالم نهضت في العراق فرقة “كوديانز ” .
نسبة إلى ” كوديا “ذلك الملك الآشوري الذي انفتح على الحياة والموسيقى والفن والأدب.
واستطاعت أن تطلق ابداعاتها من جديد متحدية العزلة .واستغلتها مؤكدة على أهمية الموسيقى
بإشعار الانسان بالهدوء والسكينة .لانها تساعده بالتغلب على التوتر والقلق .
وتحد من شعوره بالعصبية أو سوء المزاج،
هذه الفرقة التي تأسست عام 2013 لتعيد للروك رونقه .تحدت أجواء القهر والكبت ومخلفات الحروب.
والتفجيرات والإرهاب .لتبعث الأمل من جديد في نفوس الشباب العراقي كما بعثت فرق الروك فيما مضى .
الأمل في حركة الحقوق المدنية؛ لدى المراهقين الأمريكيين من أصل أفريقي .
فموسيقا الروك المأخوذة من «روكينج آند رولينج» في الأصل حركة سفينة على المحيط.
يتماهى معها اسم الفرقة العراقية “كوديانز ” والتي تعني قوة جريان الماء الذي ترتبط به قوة الحياة
هذه القوة التي يحاربها النظام العالمي الجديد .وقد تجلت حربه بأبشع صورها ،بتلك الجريمة العنصرية
التي تمت تحت تمثال الحرية ،بمقتل االأمريكي (جورج فلويد ) ذي الأصول الإفريقيةوالذي شكل وجهاً في عالم الموسيقى في هيوستن، ضمن مجموعة من مشهد الراب بالمدينة في التسعينيات.
وقد لقي حتفه خنقاً تحت ركبة ضابط من العرق الأبيض .
لتندلع شرارة جديدة في أزمة العنصرية ضد الزنوج في الولايات المتحدة الأمريكية.
.تأسست فرقة ” كوديانز ” بتعاضد مجموعة من الشباب الموسيقي الواعي لأهمية الموسيقى وهم :
محمود حماسي – مغني
رافي صائب – عازف الدرامز
رامي التميمي – عازف الكيتار
همام إبراهيم – عازف البيز
عمر سامي – عازف البيانو
وقد اضطر بعض عناصر هذه الفرقة للهجرة بسب الضغوط الكثيرة .
لكن المغني محمود حماسي ورافي صائب أصرا على متابعة الطريق رغم المشقة
وعثروا على عازف البيز غيتارز ” معتز . وانتقلت حفلاتهم من نادي الصيد إلى النادي الأرمني.
وقد لاقت حفلاتهم إقبالاً كبيراً أشعل الصالات وخصوصاً بعد عودة رامي التميمي من تركيا ،
وإدخال عازف الصولو غيتارز ” أمين الجاف” حين لمسا حماس الجمهور الذي صفق للفرقة .
فعادت الفرقة تنهض من جديد لتطلق حفلات جديدة في نادي الأرمن والمحطة وبعض السفارات .
وقد أتاحت العزلة لهذه الفرقة ان تستجمع إمكاناتها وإبداعاتها لتطلقها في ألبوم ” أبواب مغلقة ”
كناية عن العزلة ويحتوي هذا الألبوم ثمان أغنيات .
كتب رافي صائب :
– أوقات صعبه
ومحمد الاشقركتب :
نضال من اجل الحياة
وكتبت المهندسة رحيل صبري مزهر كلمات :
1ـ أنا أراك
٢- الأم
٣- إيقاف الحروب
٤- خطاب شرير
٥- ألاحق أحلامي
٦- أبواب مغلقة ’
ليفتح الجميع بموسيقاهم وعزفهم وكلماتهم التي تأسر القلوب وموضوعاتهم التي تضع الإصبع على الجرح
بدءاً من الأحلام التي أحبطتها الحروب .
إلى آلام الأمهات وطغيان الحكام الذين يستعبدون شعوبهم ،مروراً بالدعوة إلى الحد من الحروب والنضال
من اجل الحرية والكرامةوانتشال البشريةمن الواقع المر الذي تعيشه في كل ظروف الحياة بين الحب والحرب .
لتشرِّع هذه الفرقة بألبومها ” أبواب مغلقة ” مئات الأبواب التي يطل منها الفرح والبهجة
ويدخل إلى قلوب الناس الذين أرهقتهم العزلة.
وفاءكمال