للمخرج الكبير كوستا غافراس.
تشهد اليونان أزمة مالية طاحنة منذ عام 2009 .
وصفت هذه الأزمة بأنها أسوأ أزمة كساد منذ الكساد الكبير عام 1929.وكان خبراء اقتصاديون قد توقّعوا أن هذه الأزمة سوف تقضي على اليورو وتؤدّي لتفكك الاتحاد الأوروبي.
وصلت ديون اليونان إلى ما يفوق ال300 مليار يورو، فقام الاتحاد الأوروبي بشطب بعض الديون وفرض شروطاً أقل قسوةً علّها تعيد للبلد انتعاشه ، لكن دائنو ترويكا ( المفوضيّة الأوروبيّة والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي ) اتخذوا موقفاً متعسّفاً وهدّدوا بطرد اليونان من منطقة اليورو ، وهو ما سبق للوزير فاروفاكيس التلويح به لكن الاستفتاء الّذي اجراه بيّن رغبة الشعب في البقاء في منطقة اليورو . الأزمة بدأت من فساد المسؤولين في الحكومة والبنوك اليونانية السابقة على حكومة ألكسيس تسيبراس، مما دفع أفراد الشعب إلى الجوع والبطالة والعوز، لكن لاحقاً عندما قدّم الاتحاد الأوروبي قروضاً لليونان بفوائد مُبالغ بها، وعندما فُرض على الشعب اليوناني حزمة من التقشفات القاسية،
كان ذلك أساساً من أجل إنقاذ البنوك الفرنسية والألمانية التي كانت على شفا الإفلاس والانهيار. كان لدى المخرج الكبير كوستا غافراس فكرة عن هذه الأزمة منذ عام 2007 عندما أخبره سفير قبرص في باريس قبل فترة طويلة من بدء تلك الأزمة أن اليونان تتجه نحو الدمار. بعد عامين بدأت الأزمة وبدأ غافراس في تجميع المعلومات لفهم ما يجري، إلى أن أرسلت له زوجته ( منتجة الفيلم ) مقالاً كتبه يانيس فاروفاكيس وزير المالية ،
فقال عندها ( هذا هو الفيلم ) .
التقى غافراس بيانيس عدة مرات حيث اتاح له الوزير الاستماع إلى جلسات النقاش التي قام بها مع مجموعة اليورو بنفسه وأخبره أنه بصدد تأليف كتاب عن الموضوع.راح يانيس يرسل الفصول لغافراس تباعاً . استمرت المحادثات ثلاث سنوات كتب أثناءها غافراس السيناريو وبدأ باختيار أبطاله والبحث عن التمويل . يبدأ الفيلم بفوز حزب سيريزا ( تحالف اليسار الراديكالي ) بزعامة الكسيس تسيبراس الذي يعد بإخراج اليونان من أزمتها وبرفض تدابير النقشف التي فرضها الاتحاد الأوروبي. على مدار ساعتين وأربع دقائق نتابع صولات وجولات وزير المالية يانيس فاروفاكيس، في أروقة وقاعات الاجتماعات حيث يلتقي بشخصيات حقيقة مأخوذة عن الواقع وهي لأعضاء في الاتحاد الأوروبي والبنك المركزي الأوروبي وصندوق النقد الدولي والجميع ضد الحكومة اليونانية الممثلة
برئيس الحكومة الكسيس ووزير المالية فاروفاكيس ، الذي يقوم بدور الراوي لأحداث الفيلم . رغم جدية الموضوع والنقاشات الحامية ، برزت روح السخرية والدعابة في الفيلم وتجسّد ذلك في تصلب الرأي لدى البعض أثناء النقاشات وعدم التحلّي بالمرونة كأشخاص ناضجين والتشبّث بالرّاي كالأطفال مما حدا برئيسة صندوق النقد الدولي للقول ( نحتاج إلى أشخاص بالغين في الغرفة ) ومن هنا جاء عنوان الفيلم.
عُرض الفيلم في مهرجان فينيسيا السينمائي في دورته السادسة والسبعين ،
خارج المسابقة الرسمية ، حيث كرّم المخرج الكبير . كوستا غافراس مواليد عام 1933 لأب روسي وأم يونانية ،
فاز فيلمه ( Z) بأوسكارأفضل فيلم أجنبي عام 1969 ،
ومن أعماله ( حالة حصار – 1972، مفقود- 1982 ، هانا ك – 1984 ، آمين
– 2002) Adults in the Room / 2019 Director: Costa-Gavras
Writers: Yanis Varoufakis (book)
, Costa-Gavras (screenplay)
Stars: Christos Loulis,
Alexandros Bourdoumis,
Ulrich Tukur