فيلم الحياة المقبلة

حين تنفذ منك الكلمات…
أنا هنا لعلّ الكلمتين الوحيدتين اللّتين ستحتاج إليهما يوماً هما…
أنا هنا …
حين تتعلّم النجاة وتتقبّل المستحيل لا أحد يصدّقك ،
لكنّي سأصدّقك لا أعلم ما الّذي سيجلبه القدر ،
لكن إن أردت ..إن أردتني أنا هنا لا أحد يسمعك ،
لكني ساسمعك حين تضلّ طريقك ..أنا هنا
إن هربت وظهرت أمامك عوائق..أنا هنا حين تكون خفيّاً فهذا أسوء من كونك ميتاً لا أحد يراك ،
لكني سأراك لا أعلم ما الّذي سيجلبه القدر لكن إن أردت ،
إن أردتني أنا هنا يحتاج الحب إلى السحر والواقع ،
لكن أحياناً لا تحتاج سوى ما هو موجود بالفعل في الحياة المقبلة لا أعلم ما سيجلبه القدر لكن إن أردت .. إن أردتني أنا هنا.
بكلمات هذه الأغنية ينتهي الفيلم البديع ” الحياة المقبلة ” المقتبس عن كتاب The life befor us لرومان غاري .
الفيلم تم عرضه على منصة نتفليكس في السادس من تشرين الثاني المنصرم ،
وهو من إخراج إدواردو بونتي نجل الممثلة الكبيرة صوفيا لورين من زوجها المخرج كارلو بونتي.
أقسى شيء يمكن أن يُسلّط على الإنسان هو النسيان!!!!!!
من منا يريد أن تنتهي حياته وهو يعاني من هشاشة الذاكرة ولا يتعرّف أحداً ؟
كم هي قاسية الحياة في تصاريفها .
روزا ( صوفيا لورين) امرأة يهودية مسنّة ، ناجية من الهولوكوست ، مومس سابقة ،
تشغل وقتها وتكسب عيشها من رعاية الأطفال الّذين تخلّت عنهم أمهاتهم المومسات لعدم قدرتهن على رعاية هؤلاء الأطفال.
محمد ، طفل سينغالي ، لقبه مومو، والده قتل أمه لأنها أرادت التوقف عن ممارسة البغاء .
تقوم روزا بتقويم سلوك مومو الشرس ،لتنشأ بينهما علاقة إنسانيّة رائعة . تتذبذب ذاكرة روزا وتعود إليها هواجس المحرقة ،
تخاف من الموت وحيدة في المشفى ,
فتأخذ عهداً على مومو برعايتها وعدم التخلّي عنها. أداء هادىء ، رصين ، بعيد عن انفعال الوجوه التي شوهتها مباضع الجرّاحين ، تقوم صوفيا لورين بأحد أجمل أدوارها ،
مثبتةً أن الدهن في العتاقي.
تشعرك لورين وكأن الدور كُتب خصّيصاً لأجلها ( سبق تقديم فيلم عن ذات الكتاب ، عام 1977 بعنوان ” مدام روزا” من بطولة سيمون سينوريه) ، وتقدّم خلاصة خبرتها ، وموهبتها الفّذة ، حيث تنوّعت مشاعر وأحاسيس روزا بين القوة والضعف ، الحب والحزم ، هشاشة الذاكرة ، الرّجاء والثقة .
كذلك جاء أداء الطفل ابراهيم غويه الّذي لعب دور مومو بكثير من البراعة ، حيث كانت غالبية مشاهده مع ممثلة عملاقة بقامة صوفيا لورين .
لعبت الموسيقى والتصوير والإخراج دوراً كبيراً في إيصال الرسالة الرائعة والجميلة التي نجح الجميع في تقديمها ضمن إطار كبير اسمه الحب. فيلم بديع سيبقى طويلاً في الذّاكرة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top