حلّت في الثامن من الشهر الحالي الذّكرى الثامنة والأربعين لاغتيال الأديب الفلسطيني الكبير غسان كنفاني.
ولد كنفاني يوم 9 أبريل/نيسان 1936 في عكا لعائلة متوسطة الحال، والده كان محامياً. اهتم كنفاني بالأدب وهو في سن الشباب، وكتب القصة القصيرة في عمر الـ19، وبعد انتقاله إلى بيروت وجد لنفسه مكانا بين المثقفين والأدباء، وحصل على الجنسية اللبنانية ولمع اسمه في عالم الكتابة.
وخلال عمر أدبي قصير نسبيا ألف 18 كتابا بين قصة قصيرة ورواية وعمل مسرحي وبحث. عاش النكبة وهو في سن الطفولة، وعايش معاناتها بكل وقائعها السياسية والاجتماعية، رسخ فكرة المقاومة في أدبه، وواكب حياة الفلسطينيين وكتب عن مآسيهم من منطلق إخلاصه لقضيته الإنسانية الكبرى فلسطين وللقضايا الإنسانية الأخرى..
اغتيل كنفاني من قبل الموساد الإسرائيلي في 8 يوليو/تموز 1972 بانفجار سيارة مفخخة في العاصمة اللبنانية بيروت، وبحسب نتائج لجنة التحقيق التي شكلتها الجبهة الشعبية فقد نتج الانفجار عن عبوة ناسفة قدرت زنتها بتسعة كيلوغرامات وضعت تحت مقعد السيارة وانفجرت عند تشغيلها. هذان تنويهان بروايتين من أهم رواياته: رواية ( رجال في الشمس ) من أهم روايات كنفاني . صدرت عام 1963.
رواية رمزية عن التشرد والموت الفلسطينيين من خلال نكبة عام 1948 وانعكاساتها على أربعة رجال من أجيال مختلفة: أبو الخيزران : مهرّب يعمل كسائق شاحنة لدى تاجر كويتي . أبو قيس : رجل عجوز ، قرر الهجرة في سبيل لقمة عيش أسرته وليتمكن من شراء شجر زيتون بدل الذي ضاع منه.
سعد : المناضل السياسي الذي يهرب بحثا” عن حريته كفلسطيني ( يمثّل الفلسطيني المطارَد) >مروان : المعيل الوحيد لأسرته ، يقرر الهروب من تلك المسؤوليّة . تكمن رمزية الرواية في خزان ( صهريج ) الشاحنة التي يقودها أبو الخيزران حيث يختبىء الهاربون الثلاثة فيه كيلا يتم اكتشاف امرهم عند الحدود الكويتية ، لكنهم يموتون في النهاية دون أن يتمكنوا من الصراخ . فالخزان هو الصراخ الشرعي المفقود من الشعب الفلسطيني الّذي عانى من التشرد والضياع . يبقى السؤال البديهي : لماذا لم يدقّوا جدران الخزان ؟
جدير بالذكر أن الرواية تم تحويلها إلى فيلم سينمائي بعنوان المخدوعون وذلك عام 1972 ، من إخراج توفيق صالح ، بطولة عبد الرحمن آل رشي ، محمد خير حلواني وبسّام لطفي رواية ( عائد إلى حيفا. بعد عشرين عاماً من التهجير القسري من حيفا ، يعود سعيد س. وزوجته صفية للبحث عن ابنهما خلدون الذي تركاه رغماً عنهما في المنزل عام ١٩٦٧.
فهل سيعثران عليه ؟
ما هو مفهوم الإنسان؟
ما مفهوم الهويّة ؟
وهل الوطن استعادة للذكريات ام صناعة للمستقبل ؟ .