قلق
*****
المكان مقرف ،مقرف جدا وقديم جدا … رائحة الفول المسلوق في كل مكان.
دخل كالعادة يهمهم … دفنت عيني في حاسوبي . جلس ونادى على النادل بلغة لايفهمها الا هما معا . القتل والافتراس …عالم الحيوانات لا يفارق التلفاز القديم.. “قلت دينمك وحدة باردة والاخرى سخونة …” رفعت راسي ابتسمت بنزق ابتسم … “كدير ي أستاذ … الحمد لله..شكرا..” اللبوؤة مثوترة اشبالها جوعانين و الاسد ينتظر … دفنت راسي مرة اخرى في الحاسوب.. افتش عن اغاني قديمة… “بارد وسخون يا هوى …” اخبار عاجلة على هامش الشاشة : ترامب يعلن القدس عاصمة للاسرائيل … جرحى وقتلى في صفوف الفلسطنين …قنابل مسيلة للدموع … الجو كئيب وغائم بدخان السجائر و رائحة الذكريات … عيناي حمراوتان …اترعت كاسي بجرعة واحدة. . اللبوؤة تلهث والصغار يتفرجون والاسد يفترس الغزالة.. اقترب مني الشيخ مناديا بلغته العجيبة على النادل … العرب قلقون واسرائيل تزهو على كوؤس العرق كاشير… “واش دينمكم اولد..كتسمع من شي بلاصة خرى …قلت ليك ميني شمبري…” جلس بجانبي … “عرفتي يا استاذ كون كنت كنحكم كون درت لكازا الفيزا.”.’ ابتسمت وهززت رأسي الثقيل بالافكار بالغزالة البريئة بشجع الاسد …بالقدس …بقلقنا المنافق …بالفيزا..بالويسكي. “عرفتي اولدي انا في عمري 74 سنة…” خلال دقائق اصبحنا صديقين . في الحانة السكرى يستطعون التفاهم فيما بينهم بيسر وسرعة… التفت الى التلفاز .. الاسد يشخر والاشبال والام يقتاتون على الفتات.. على هامش الشاشة اخبار عاجلة: موعد سهرة الاسبوعية على الساعة…، فلسطين تستغيت …سوريا تستغيت…الاسد يشخر…العراق يستغيت..ليبيا تستغيت….العرب قلقون يستنكرون على قرارات حكام كرة القدم … “دوزت الحرب و…في الحقيقة كانت ليام زوينة ايييه ساعة تلينا مع ولاد …” “شي ديكس ديال الغيوان الله حفظك …” الصينية …. كأسي فارغة كأسه مليئة بالذكريات الحزينة اللذيذة… “فين حياتي …فين…” 30 عام وانا في العسكر …كنشد جوج فرانك…” ابتسمت بنزق وقبل ان اسال قال: جوج فرانك ديال بصح ماتشري ليك حتى قرعة الروج …الحمدالله لي عندي ولدي حرگ لاوروبا هو لي كصرف عليا …كون راني كنسعى ….” “فين اهل الجود والرضى…” “كلشي مات بقيت ا انا بحال المش بسبع رواح…” “و مال كاسي حزين ما بين الكيسان …” كاسي مليئة بقطع الثلج والويسكي ،عيناه حزينتان مليئتان بالدموع المتحجرة.. “اياندامتي…وياندامتي ….” Désolé votre connexion internet est expirée اقفلت حاسوبي … نهضت..نهض .. تصافحنا بحرارة كصديقين يلتقيان بعد غياب طويل ..اوربما تذكر صديقا فقده في الحرب … انهمر على خديه خيطين من الدموع .. عانقته بمودة شممت رائحة الحرب ، الجثت ،و الكوابيس غادرت المكان بسرعة في محاولة لاخفاء عواطفي. موعد السهرة ” الزين ولاطاي كلشي كاين…” خبر عاجل على الهامش: قنابل المسيلة للدموع في القدس …، دولة عربية تبيع اسرائيل الغاز بثمن زهيد…العرب قلقون ويرقصون.