قصيدة {ثرثرة} للشاعرة عائشة الخضر لونا عامر مسودة قراءة أولية لنص يقول بالصمت ما تحجبه ال “ثرثرة”

الناقد المغربي محمد علوط ** الدار البيضاء يناير 2018

1 – حركة أولى لرمزية الألوان : الألوان هي دائما تلك اللغة البصرية المقتصدة التي لا تجيد الثرارة / لغة الصمت التي تكتنز المتعدد في الواحد ، مثلما يكتنز قوس قزح رمزية ميلاد الفصول الأربعة — ثم تتصاعد الحركية الغنائية للقصيدة من خلال تشاكل لثلاث ألوان : الأسود و الأحمر و الأزرق — لون النار و لون الأرض و لون الوجود الأزرق الذي هو في الان ذاته استعارة لتوحد الذات بمعانيها الوجودية في الشعر . الألوان ليست خرساء / ” أنها تقول ” الحقيقة التي تحجبها الثرثرة السائدة في عالم يفتقد المعنى ** عالم يتكلم لكي يلغي الكلام و الحقيقة و لا ينتج سوى الوهم .
2 – حركة ثانية في رمزيةو الاخصاب و الميلاد : مثلما رأينا الشاعرة الملهمة عائشة الخضر لونا عامر تستمد من الفن التشكيلي رموز تشييد المعنى الشعري فانها ضليعة في توظيف استعارات الأساطير الميلادية الاخصابية ( الغيوم الحبلى ) و ( البتول الخجلى ) و ( اخضرار الطبيعة ) و ما بين هذه الرموز الدالة على الماء و المطر و الانبعاث و الميلاد تشرق صورتين أنثويتين ( الموناليزا و مريم العذراء } — لتنحث القصيدة من خلال قيم العذرية صورة عالم تنتفي فيه الطهارة و تهوي القيم من قدسيتها في عالم من الحرمان و القهر و الحرب و الألم .
3 — هكذا و برمزية عالية التنضيد تشخص القصيدة رمزية الدراما الكونية للصراع بين الخير و الشر و الصراع بين الظلمة و النور و الصراع بين المقدس و المندنس / ذلك ما يزكي رؤيتنا الجوهرية الى أشعار المبدعة الكبيرة عائشة الخضر بأنها دوما ذات عمق انساني و كوني — و لقد علمنا الشعراء الكبار مثل ازرا باوند و ت . س . اليوت و سان جون بيرس : أن ما يضمن للشعر الخلوج هو قدرته أن يكون في ذات الوقت محليا و كونيا .
**
بوركت شاعرتنا الملهمة الراقية عائشة الخضر
الناقد المغربي محمد علوط ** الدار البيضاء يناير 2018
..

الى كل من يرتجف بردا ً .. وقهرا ً ….
“ثرثرة ”
******
تتهافت الألوان ُ وتتزاحم …
تعجز ُ عن رسم ” قوس قزح ”
تتجمّع في اطار ٍ كئيب …
لتظهر أخيرا ً : ” موناليزا بخمار أسود .. ! ”
يتمايل ُ الحرف ُ ثملا ً … من نبيذ ِ المعنى
يرفع ُ كأسه ُ مهللا ً …
رافعا ً راية .. لاأثر َ فيها لأحمر .. أو أسود
يهتف بصوت ٍ مبحوح : ها ..قد عدت ُ ثانية !
وسيفه الخشبيّ يتفتت كطراوة ِ بسكوت .. !
أمّا هناك … عند تلك الغيوم الحبْلى …
تارة ً .. تتناُثر ُ بدلال ِ بتول ٍ خجلى …..
وتارة ً … تزغرد ُ بوابل ٍ من كريات هيولى …
ويندفع ُ البرد ُ وقحا ً … بلا موعد
كهواء ٍ غجري ّ فقد َ اتّزانه … وبوصلته
لترتفع َ الأكف ُّ الى الزرقاء ِ مبتهلة :
أما من اخضّرار ٍ آت ..
أما من معطف ٍ … كشمس ٍ مرتقبة …؟!
د.عائشة الخضر لونا عامر

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Scroll to Top