للإيطالي جوزيبيه كاتوتسيلا.
بييترو ونينا طفلان شقيقان فقدا أمهما ، يعيشان على مشارف مدينة ميلانو. يرسلهما والدهما إلى بلدته أريليانا في الجنوب الإيطالي ليمضيا إجازة في بيت جديهما لأمهما.
أريليانا بلدة صغيرة قوامها خمسون بيتاً حجريّا” يسكنها مئتا نسمة ، فيها برج أثري نورماندي تقول الإشاعات
أن منزاسنيور ، المرأة النبيلة التي شطرها زوجها نصفين وتحولت إلى شبح ، تهيم على وجهها بحثاً عن زوجها لتنتقم منه،
تسكن هذا البرج.
في أحد الأيام يدفع الفضول بييترو إلى دخول البرج الأثري ليكتشف هناك وجود عائلة من المهاجرين غير الشرعيين ،
مما يثير سجالاً في البلدة حول شرعيّة وجود هؤلاء ،
ماحياً من ذاكرتهم موضوعاً حيويّاً ينغّص عليهم عيشهم ،
ألا وهو موضوع استغلال العم روكو لهم ، الّذي قام بتسميم أراضيهم ، فبارت وتحوّلوا إلى عمال لديه فيقوم باستغلالهم.
يتّضح عدم تقبّل الآخر من خلال انقسام الأهالي إلى معارض لوجود المهاجرين وبين مرحّب بهم.
الرواية يتم سردها على لسان بييتروالّذي تعود إليه ذكريات الطفولة عندما يلتقي بصديقه ريفه ثم يحصل على صديق جديد هو جوش المهاجر غير الشرعي .
يعبر بييترو من الطفولة إلى المراهقة ، فنرى كيف يتم التغلّب على الموت والخيانة والظّلم ، وكيف تنضح تلك المرحلة بالرّقة والبهجة وسط الآلام.
يقترح أحد الرجال المهاجرين على جد بييترو استصلاح الأراضي البور, فيوافق الجد . وتبدأ هنا تغييرات جذرية في أحوال البلدة . شخصيات عديدة وقصص فرعيّة تتضافر لتقدّم لنا تعرية لأوهام العولمة وأكاذيب الانفتاح على الآخر.
رواية فيها الكثير من المأساة والملهاة ، بسيطة ولكن عميقة ، تمس شغاف القلب. أما عبارة “سوف يعلّمونك ألّا تشرق. لكنّك ستفعل” ،
والتي يتكرر ورودها في الرواية (أُخذ عنوان الرواية منها) هي مقتطف من ” رسائل لوثريّة ” لبيير باولو بازوليني ( الرسام والشاعر والمخرج السينمائي ) والّذي يقول :
الأناس الفانون لا يملكون بالتأكيد رحلة مشرقة من الشباب، وها هم يعلّمونك ألّا تشرق. إنّما أنت ، فسوف تشرق يا جينّاريللو. جوزيبيه كاتوتسيلا كاتب وصحافي إيطالي من مواليد عام 1976،
خرّيج فلسفة جامعة ميلانو.