لِمَ ترسُمينَ الكحلَ في عينيكِ ؟
لِمَ تُسقطينَ الشَّهدَ من شفتيكِ؟
وتُعَمِّدينَ قَذَالَكِ الصَّفراءَ قبل النَّومِ
في نَفَس البَخورِ وفي سُلافِ الياسمينْ
لِمَ تَغْسلينَ بِخَمْرَةِ الأزهارِ
ألوانَ السَّتائرِ والمَرَايَا؟
لِمَ تجمعينَ بِوِجْهَةِ الشُّرفاتِ
أضواءَ القمرْ؟
لِمَ تكتبينَ مطالعَ الأبياتِ
في ساعِ السَّحرْ؟
وتصَادِرِينَ تَبَسُّمَ الأضواءِ
في كل الزَّوايا
فَتُحَلِّقينَ مع الغَمَامِ
وتسكنينَ وحيدةً
مابين أطراف الحَكَايا
فتُغَادرينَ وتَرْجعين بكل حينْ
وثيابُكِ الحمراءُ والبيضاءُ مازالتْ جديدةْ
لَمْ تُنْتَزَعْ أزْرَارُهَا
في زَحْمَةِ القُبُلاتِ من شَفة القصيدةْ
لِمَ كل هذا البذخِ يا قطرَ الندى؟
والآهُ من ضِيقِ الحرير تَمَلْمَلَتْ
تشكو مراراتِ الجَوى في حضْرَةِ الصَّمْتِ المَقِيتْ
نطقتْ بآلامِ الهَوى شَذراتُ بوحٍ
قد هَوَتْمن مقلتَيْكِ
لا تَذْرِفِي من بُحَّةِ الألحان دمعَاْ
ما دام قلبك فارغاً
سيقدُّ رجعُ اللحنِ صدعَاْ
ويمرُّ مهزوماً
وشدْوُهُ لن يشنِّفَ مسمعَيْكِ
لمَ تتركينَ قصيدتي مكسورةَ
الأطرافِ في وَهَجِ السرابْ؟
لِمَ تتركين مدامعي في كأسِ
قهْرِكِ خلْفَ أسوارِ العتابْ؟
سيموهُ وهجُ الكحلِ من آهِ الظَّما
ما لَمْ يُخَضَّلْ بالندى من مِرْوَدي
وسينتهي ضَوْعُ البَخورِ على المدى
ما لم تلامسْهُ بأحضانِ المساءِ يَدي
فغداً سَتَهْزُمُكِ السنينْ
وعلى ضِفَافِ الحِزْنِ يُغْرِقُكِ الأنينْ
وستكتبينَ قصيدتي بمدامعِ الذِّكرى
على جِذعِ الحنينْ
وسَتُطْبِقِينَ كَمَا الظلامُ وتَنْدمينْ