للأميركية لارا بريسكوت.
الكتب هي المفتاح إلى تبيان أن الفن العظيم لا يمكن أن يظهر إلّا من خلال الحريّة الحقيقيّة. فإذا كان الرّوس يجلّون الأدب مثلما يُجلّ الأميركيون الحريّة ،
فإن الحريّة تصبح مقيّدة إذا تجاوزت الكلمة خطوطها الحمراء ، وفي الآن ذاته يصبح ادعاء تطبيق الحريّة مسوّغاً لانتهاج أقذر السبل في سبيل هذا التطبيق . حكاية مثيرة مستوحاة من قصة حقيقة بطلها الروائي الروسي الكبير بوريس باسترناك وجاسوستان!!!!
في عام 1956 يكتب الشاعر والروائي الروسي الكبير بوريس باسترناك
رواية ” دكتور جيفاغو “الّتي يرى النظام البلشفي فيها قوة هدّامة ( لأن الرواية تنتقد هذا النظام ) ،
فيقرر حظرها ، لكن الرواية يتم تسريبها إلى إيطاليا وتنشر عام 1957 لتثير ضجة حول العالم ويتّهم على إثرها الكاتب بالخيانة وتتم محاربته حتى بعد فوزه بجائزة نوبل التي يرفضها نتيجة الضغط عليه.
ينتهز مكتب الخدمات الاستراتيجية ( المعروف فيما بعد بال CIA ) الفرصة في إطار حرب أميركا الباردة مع الاتحاد السوفيتي ، لاختراق قلوب وعقول الشعب السوفيتي ليس عن طريق الحب ، إنّما من خلال أعظم قصة حب في القرن العشرين : رواية ” دكتور جيفاغو “،التي تحوَّلت إلى فيلم شهير لعب بطولته الممثل المصري الراحل عمر الشريف والممثلة جولي كريستي، حيث تتناول الرواية قصة الثورة البلشفية من وجهة نظر يوري جيفاغو الطبيب والشاعر المثقف الّذي استطاع بمهارة الحديث عن سنوات الضياع والاضطرابات التي شهدتها البلاد في هذه الفترة وعاش قصة حب مع الممرضة لارا.
تعتمد الوكالة في تسريب الرواية إلى الداخل الروسي ، على جاسوستين هما ضاربتا آلة كاتبة، سالي صاحبة الخبرة ، وأولغا ( أو إيرينا) الموهوبة المبتدئة والتي هي أساساً عشيقة باسترناك !!!!! لن يكون الأمر سهلًا، فهناك أشخاص مستعدون للموت وعملاء مستعدون للقتل من أجل هذا الكتاب، لكن الفشل غير مقبول: هذا كتاب قادر على تغيير التاريخ.
ضمن خطين متوازيين نتعرف في الأول على حياة باسترناك وحيثيات كتابته لروايته الشهيرة ، وقصة حبه لأولغا ( التي هي لارا في الرواية ) وفي الخط الثاني نرى كيفية تسريب الرواية إلى روسيا عن طريق استغلال النساء من قبل أجهزة المخابرات .
رواية رائعة تصلح لأن تتحول هي بدورها إلى فيلم سينمائي لما فيها من مقومات نجاح ( جاسوسية ، رومانسية ، تاريخ ، بالإضافة للتشويق ).