سارع الباحث الشيخ مازن اهرام بارسال هذه المادة عن مقام ”الشيخ حسن“ في حارة السعدية بعد العاصفة التي شهدتها القدس،
عندما اقدم عدد من الشبان الغيورين على المدينة ، على اقتحام المقام الذي كان مغلق من قبل احد اصحاب المنازل الملاصقة للمقام ليكتشفوا انه تم حفر الحائط بين المنزل والمقام بهدف الاستيلاء عليه،
مما حدى بالاوقاف الى التدخل وحماية المقام ، والذي هو ليس المقام الاول في احياء القدس الذي يتعرض للاعتداء عليه من قبل نفرا من الاشخاص الذين لا يراعون حرمة للمكان ولا يحافظون على اهمية الموروث الثقافي للمدينة المميزة .
ونحن في شبكة ” الاتحاد العربي للثقافة “ نثمن عاليا الجهد الذي يقوم به الباحث مازن اهرام للحفاظ على هذا الموروث المقدسي المميز، وينشرها ليكون متاح امام القارئ العادي والمختص لا يبغى الا مرضاة الله ونشر المعلومة للاستفادة العامة .
البناء ظل مهجوراً لسنين طويلة إلى أن أُعيد افتتاحه مؤخراً للحيلولة دون استيلاء المستوطنين اليهود على العقار بعد ان قاموا بالاستيلاء على العقار الملاصق للمقام التابع لوقفية آل جوده (غضية) في (عقبة الشيخ حسن) وقد شرع المستوطنون بعملية حفريات أسفل تلك العقارات وامتدت الى الدور الممتدة الى الجهة الغربية باتجاه الطريق المؤدي الى حارة حطة .
يعتبر المسجد والمقام من المساجد المندرسة التي أُزيلت شعائره وذلك لتموضعه في جزء من بناء قائم مكتظ بسكن للعائلات المقدسية ولقربه من المسجد الأقصى المبارك العامر و ناهيك عن اقتطاع جزء من المسجد والمقام لتوسعة المجاورين لسكناهم على حساب المسجد والمقام فقد امتدت يد الغير إلى غرفة المقام والمسجد من قبل السكان واقتطاع مساحة لإقامة مطبخ وملحقات تجاوزاً وإغلاق الباب الرئيس من الخارج دون الحيلولة لفتحه أو العبور الى المسجد والمقام ونشير أن العقار أصبح موصداً ولايوجد به متنفس وقد أكلت الرطوبة أركانه وأصبح مهجوراً
الموقع:
عقبة وزقاق الشيخ حسن بن عليل غرب المسجد الأقصى ما بين حارتي باب حطة والسعدية قرب باب الساهرة ولقد سُميت العقبة نسبة لصاحب المقام وهو الشيخ حسن بن عليل وقد ظل مهجوراً لسنين إلى أن أُعيد افتتاحه مؤخراُ
في الطريق الممتدة من باب حطة إلى عقبة درويش وفيها مقام وقبر الشيخ عقبة الشيخ حسن والبناء جزء بيت يعود الى عائلة مقدسية
الوصف المعماري : غرفة اسطوانية الشكل يوجد فيها مقام يعود الى الشيخ حسن والبناء يتكون من طابقين يقع المقام في الطابق الاول من الجهة الغربية ويوجد المدخل من الجهة الشمالية وفيه محراب بسيط في جهة القبلة الجهة الجنوبية أما الطابق الثاني فتقطن فيه عائلة (البلله) وقد قايدت المسكن من عائلة الدجاني و اليمن في عام (1973م
من الجدير بالذكر أن مدينة القدس يوجد بها عدة عقبات كعقبة الشيخ ريحان والبسطامي وغيرها ولها تاريخ سواء من سكن فيها أو دُفن بها علماً أن الشيخ حسن بن عليل من ذرية الشيخ علي بن عليل من جهة الجد الأعلى الفاروق عمر بن الخطاب
تؤكد الوثائق أنهم ينحدرون من نسل الصحابي الجليل الخليفة الراشدي الثاني الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه , والشيخ حسن يعود نسبه الى الشيخ علي بن عليل علما أن حسن بن عليل من ذرية علي بن عليل من جهة نسب الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه تجدد تصديقها في عامي (1030 هجرية و1037 هجرية
يحتفظ العُمرية بحجة مصدقة في جمادى الأولى من عام 1020هجرية تستثنيهم من الخدمة العسكرية ومن دفع الضرائب تكريما لانتسابهم إلى الخليفة الراشدي الصحابي الجليل الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه
“العقبات ” وهي عبارة عن أحياء مكونة من شوارع ضيقة ويوجد فيها مبانٍ تاريخية، وفي الغالب تربط شوارع وأحياء المدينة في بعضها البعض، وتسميتها بالعقبة تعود إلى فكرتين نظرا لاختلاف وجهات نظر أهل المدينة ولوجود العديد من المعاني لكلمة عقبة في قاموس اللغة العربية،
لكن يوجد ثلاثة تعبيرات تم الإجماع حولها، فالأول من خلال إرجاعها إلى الفعل الثلاثي “عقب” وجمعها عقبات وتعني الصعاب والعوائق والموانع، وفي وجهة نظر أخرى ينظر إلى “عقبات” على أن معناها مطلع الطريق أو طريق صاعد يحتوي على عدد من الدرجات، وفي تفسير آخر لها تعني الحصن وتقع ضمن الشكل الهندسي الدفاعي لمدينة القدس، وجزء من هذا الحصن هو العقبات”
ويوجد في مدينة القدس القديمة أكثر من 24 عقبة، تعود إلى الفترات الأيوبية المملوكية والعثمانية، ولكل عقبة سر وراء تسميتها، فمنها ما يعود لأسماء علماء، وأخرى إلى أسماء عائلات تقطن في العقبات، ومنها ما يدل على مورد تجاري معين في مدينة القدس.
ومن أقدم العقبات الموجودة في مدينة القدس؛ عقبة الرصاص التي تعتبر من أقدم الآثار في المدينة وموجودة بالقرب من باب العامود، ويعود قدمها إلى القرن الخامس عشر، وسميت بهذا الاسم نسبة إلى عائلة الرصاص التي تقطن هناك، ويوجد أيضا عقبة التوتة التي يعود تاريخها إلى الفترة ما بين حكم المماليك وحكم العثمانيين للمدينة، وسميت بهذا الاسم بسبب وجود شجرة توت على مدخلها.
ويوجد عقبات سميت على أسماء عائلات مقدسية عريقة مثل عقبة درويش التي تنسب لاسم عائلة درويش، وعقبة الخالدية التي تنسب إلى عائلة الخالدي، وعقبة الجبشة التي تنسب إلى عائلة جبشة التي تقطن في العقبة.
وتنسب بعض العقبات إلى علماء إسلاميين مثل “عقبة المفتي”، التي سميت بهذا الاسم نظرا لوجود البيت الذي كان يسكنه مفتي فلسطين الحاج أمين الحسيني، وعقبات نسبت إلى أسماء صحابة مثل “عقبة شداد” تعود إلى الصحابي الجليل شداد بن أوس، و”عقبة الشيخ ريحان” وتعود إلى الصحابي أبي ريحانة، ومنها ما يعود إلى أسماء شيوخ مثل “عقبة البسطامية” التي نسبت إلى الشيخ الصوفي أبو يزيد البسطامي، و”عقبة الشيخ حسن” تعود إلى مسجد الشيخ حسن، و”عقبة عطفة” وهي من العقبات التي حاول الاحتلال تهويدها؛ فقد دمر أجزاء كبيرة جدا من الحارة بعد حرب 1967 وتنسب العقبة إلى الصوفي المغربي أبو مدين الغوث، ومنها إلى معالم دينية مسيحية مثل عقبة خان الأقباط التي يقع بالقرب من كنيسة القيامة ومن بركة تاريخية تعرف باسم “حمام البطرك”، وكان يستخدم قديما كبيت لضيافة عابري السبيل والحجاج، وهناك “عقبة الراهبات” نسبة إلى دير راهبات صهيون المتواجد في العقبة.
وبعض أسماء العقبات تنسب إلى الملوك أو المسؤولين في فترة تاريخية معينة مثل “عقبة لؤلؤ ” تعود إلى الأمير المملوكي بدر الدين لؤلؤ، و”عقبة ابن جراح” فترة الأيوبية وهي نسبة إلى عائلة ابن الجراح التي جاءت مع صلاح الدين الأيوبي، و”عقبة المولوية” وتنسب إلى الزاوية المولوية العثمانية التي أقامها خدا وردي سيفين، و”عقبة دار البيرق” لوجود دار عثمانية الطراز كان يحفظ فيها بيارق موسم النبي موسى.
وهناك عقبات جاءت تسميتها نسبة إلى ما كانت تشتهر فيه مثل “عقبة درج البطيخ” وتعود تسميتها إلى بائعي البطيخ فيها، وتعتبر عقبة التكية من أشهر العقبات الموجودة ويعود اسمها نسبة إلى المطبخ السلطاني خاصكي سلطان الذي كان يوزع الشوربة يوميا على أهالي القدس مجانا، وعقبة الطابونة التي تعود إلى العهد المملوكي، وتعود تسميتها إلى وجود فرن شهير في الفترة المملوكية.
ويذكر أن هذه العقبات تتعرض كباقي الأماكن الموجود في مدينة القدس لعملية تهويد من قبل الاحتلال، وذلك من خلال المضايقات بفرض الضرائب المرتفعة، ومشاكل تأمين البيوت، وتسريب العقارات للمستوطنين، وطرد المقدسيين منها.
المراجع:
(1الشيخ حسن أحد الصالحين الذين سكنوا القدس
2)عقبة الشيخ حسن: تقع داخل أسوار البلدة القديمة في الطريق الممتدة من باب حطة إلى عقبة درويش، وفيها مقام وقبر الشيخ حسن. عقبة الشيخ حسن” تعود إلى مسجد الشيخ حسن
3) حارة باب حطة يعتبر أقدم أبواب المسجد الأقصى يقع على سوره الشمالي بين بابي الأسباط وفيصل، جدد في الفترة الأيوبية زمن السلطان الملك المعظم شرف الدين عيسى عام 617هـ/1220م، ولا يعرف أول من بناه. وسمي “حطة” نسبة إلى الآية الكريمة “وقولوا حطة نغفر لكم خطاياكم”
هذا الباب بسيط البناء، محكم الصنعة، مدخله مستطيل، وتعلوه مجموعة من العلاقات الحجرية، كانت فيما مضى تستخدم لتعليق القناديل
4)حارة السعدية أحد حارات الحي الإسلامي في البلدة القديمة لمدينة القدس. وهي من الحارات المتميزة بوجود عدد كبير من مقامات الأولياء والشهداء. ومن منافذ هذه الحارة الرئيسية هو باب الساهرة شمال المدينة، حيث الطريق الي المسجد الأقصى. معظم السكان في هذه الحارة من المسلمين. حاولت إسرائيل الاستيلاء على بعض البيوت، ولكن تصدي السكان حال دون ذلك الاّ من بعض البيوت المصادرة عنوة
5) باب الساهرة ويسمى باب هيرودوس عند الغربيين (أحد أبواب القدس القديمة الثمانية يقع في الركن الشمالي من المدينة موصلا منها إلى حي الساهرة الذي يقطنها العرب. من يدخل إلى القدس القديمة عبر باب الساهرة يصل إلى حي باب حطة وباب الغوانمة وجميع الأبواب في الحائط الشمالي للحرم
قام الاتراك عام 1875 بفتح ممر في الحائط الشمالي لمبنى الباب لتوسعته ولتسهيل المرور إلى البلدة القديمة وقاموا بسد المدخل القائم من أيام سليمان القانوني
6) عقبة درويش: تقع عقبة درويش داخل أسوار البلدة القديمة في حارة السعدية بالحي الإسلامي، وهي الطريق الممتدة من طريق المجاهدين باتجاه باب الساهرة، حتى طريق القادسية
7) مقام الشيخ (ابا حسن) علي بن عليل
صاحب المقام هو أعظم الأولياء المشهورين بأرض فلسطين، يعود نسبه إلى الخليفة الراشد الناطق بالصواب عمر بن الخطاب رضي الله عنه، فهو جده السابع، والده عليل بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن عبد الرحمن بن عبد الله بن أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه. يقول عنه مجير الدين الحنبلي في كتابة الأنس الجليل بتاريخ القدس والخليل : “من الأولياء المشهورين بأرض فلسطين السيد الجليل الكبير وسلطان الأولياء وقدوة العارفين وسيد أهل الطريقة المحققين، صاحب المقامات والمواهب والكرامات، والخوارق الباهرات، المجاهد في سبيل الله.. الملازم لطاعة الله صاحب الكرامات المشهورة والمناقب الظاهرة، وشهرته تغني عن الإطناب في ذكره والاستقصاء في ترجمته، فإن صيته كضوء النهار لا يخفى على أحد وقد أعقب سيدنا علي بن عليل اربعة أولاد: فياض ومصطفى ومحمد وحسن ومن ذريته عائلة العمري في اربد وجنين وفي الرملة، يقال لهم آل التاجي الفاروقي وآل الخيري وعائلة أبو عرقوب في غزة ودورا الخليل.
في قرية سيدنا علي بجوار يافا وهو اعظم اولياء ارض فلسطين وهو الحفيد السابع للفاروق فهو النور الساطع المجاهد علي بن عليل المشهور بـ عليم بن محمد بن يوسف بن يعقوب بن عبد الرحمن بن عبدالله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنه, ومن ذريته عائلة العُمري في اربد وجنين وفي الرملة يقال لهم آل التاجي الفاروقي
وقد أعقب أربعة أولاد هم محمد و مصطفى و فياض و حسن و إليه ينتهى نسب العائلات و العشائر التالية
1)آل العُمري في اربد وجنين وهم من احفاد ابراهيم الحمامي الذي ينتهي نسبه الى فياض بن علي
آل أبى الهدى في الرملة وهم من احفاد مصطفى بن علي(2
آل التاجي الفاروقي في الرملة وهم من احفاد مصطفى بن علي3(
4)السادة العنانية العٌمرية في مصر وفلسطين وهم من احفاد محمد بن علي
)آل الخيري في الرملة وهم من احفاد مصطفى بن علي5
6)آل عبدالهادي في الشام وقدم جدهم من فلسطين من قرية صفورية وهم من احفاد حسن بن علي
7)آل العراقيب في حمامة والخليل وهم من احفاد ابراهيم الحمامي (ابو عرقوب) الذي ينتهي نسبه الى فياض بن علي
8)د. حسن مصطفى خاطر مرجع سابق ج2 ص 295 الاهمية الدينية للقدس مركز المعلومات الفلسطيني/ موسوعة القدس والمسجد الاقصى المبارك / حسن علي مصطفى خاطر. الجزء ١-٣
موسوعة القدس والمسجد الاقصى المبارك
الناشر بيت المقدس : المجلس العلمي الفلسطيني للدراسات والأبحاث الموسوعية، تاريخ الإصدار ٢٠٠٤ ١٤٢٤ه ج
9) إصدارات هيئة أشراف بيت المقدس
10) محمد شراب، مرجع سابق، ج2 ص 936 – د. حسن مصطفى خاطر، مرجع سابق، ج2 ص 295- الأهمية الدينية للقدس، مركز المعلومات الفلسطيني
المصادر:
نشأت قرية الحرم فوق رقعة منبسطة من الكثبان الرملية الشاطئية ترتفع نحو 33 م فوق سطح البحر. ويجري نهر الفالق على مسافة 8 كم إلى الشمال منها حيث يصب في البحر المتوسط، وتتراكم بعض المستنقعات حول مجراه الأدنى. وتضم قرية الحرم بيوتاً بنيت حول مقام ولي الله المشهور في الديار اليافية بأبي الحسن علي بن عليل من سلالة عمر بن الخطاب (المتوفى عام 474هـ).
ولذا تعرف القرية باسم “سيدنا علي” نسبة إليه. وكان يؤمها في صيف كل سنة كثيرون من مختلف بقاع فلسطين لزيارة قبر هذا الولي، فيقام موسم يتجمع حوله الزوار لتقديم النذور وقراءة الموالد وشراء الهدايا التذكارية لذويهم.
خلت قرية الحرم من الخدمات والمرافق العامة، باستثناء مدرستها الابتدائية التي تأسست عام 1921. وقد اتخذ مخططها شكلاً مكتظاً، وكان نموها العمراني بطيئاً، وبلغت مساحتها 18 دونماً
مساحة أراضي الحرم 8.065 دونماً، منها 352 دونماً للطرق والأودية و4.745 دونماً تسربت إلى اليهود. وتزرع الحمضيات والفواكه في أراضيها الرملية. وتتوافر مياه الآبار لري بساتين الحمضيات التي غرست في مساحة 136 دونماً. وإلى جانب حرفة الزراعة مارس بعض الأهالي حرفة صيد الأسماك.
كان عدد سكان الحرم 341 نسمة عام 1904، وانخفض إلى 172 نسمة عام 1922. وفي عام 1931 ارتفع العدد إلى 333 نسمة أقاموا في 83 بيتاً. وقدر عدد السكان عام 1945 بنحو 520 نسمة. وفي عام 1948 احتل اليهود قرية الحرم ودمروها وطردوا سكانها منها وأقاموا على موقع القرية مستعمرة “رشف” التي تعد حالياً ضاحية لمدينة هر تسليا